الهبوط على الأرض
و في تلك اللحظة التي أكل فيها آدم و حواء من ثمار الشجرة
حدث شيء عجيب . . تساقطت عنهما ثياب الجنة اصبحا عريانين . .
بدت لهما سوء آما . .
كانت هناك شجرة تين و شجرة موز عريضة الأوراق لجأ إليها آدم
و حواء . .
كانا يشعران بالخجل من نفسيهما . . راحا يخصفان من ورق
التين و الموز ليصنعا لهما ثوباً يستر ما بدا من سوء اما .
شعرا بالندم و الخوف و الخجل . . لقد ارتكبا المعصية . . لم
يسمعا كلام الله سمعا كلام الشيطان . . الذي فر بعيدًا و تركهما
لوحدهما . .
سمع آدم و حواء صوتاً يناديهما . . كان صوت الله سبحانه قال :
ألم اكما عن هذه الشجرة . . ألم أقل لكما ان الشيطان عدو لكما فلا
يخدعكما . .
بكى آدم بسبب خطيئته . . و بكت حواء .. ليتهما لم يسمعا
كلام الشيطان . .
قالا و هما يركعان لله في ندم : نتوب إليك يا ربنا . . فاقبل
توبتنا .. . تجاوز عن خطيئتنا ربنا ظلمنا انفسنا و إن لم تغفر لنا و
ترحمنا لنكونن من الخاسرين .
كان آدم قد تعلم من قبل ان المغفرة و التوبة و الندم تغسل الخطايا . .
لهذا تاب . . و أناب إلى الله . .
ربنا رحيم بمخلوقاته فتاب عليه ، ولكن من يأكل من هذه الشجرة
ومن يعصي الله ، عليه أن يخرج من الجنة عليه أن يتطهر من خطيئته . .
قال الله سبحانه : اهبطوا إلى الأرض . . اهبطا انتما و ابليس إلى
الأرض . . ستستمر العداوة بينكما و بينه . . سوف يستمر في خداعه
لكما . .و لكن من يتبع أمري . . من يتبع كلماتي فسأعيده إلى الجنة . .
اما من يكذّب ويكفر فسيكون مصيره مثل مصير الشيطان .
قال الله : اهبطوا بعضكم لبعض عدو ، و لكم في الأرض مستقر و
متاع إلى حين . . و فيها تحيون و فيها تموتون و منها تخرجون .
اهبطا منها جميعاً ، فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا يضل
و لا يشقى ، و من أعرض عن ذكري ، فإن له معيشة ضنكا و نحشره
يوم القيامة أعمى .
اصبح آدم و حواء مؤهلين للحياة في كوكب الأرض . . لقد
اكتشف آدم سوء اته . . اصبح جاهزًا لأن يكون خليفة الله في الأرض
يعمرها . . و يسكنها . . و لا يفسد فيها .
لهذا سجدت له الملائكة . . تصورت الملائكة أن آدم سوف يفسد
في الأرض و يسفك الدماء . . و لكن آدم يعرف اشياء لا تعرفها
الملائكة يعرف الأسماء كلها ، الملائكة لا تعرف الحرية و الإدارة و لا
تعرف التوبة . . لا تعرف الخطيئة . لا تعرف أن الذي يخطئ يعرف
كيف يصحح خطأه و يتوب .
من أجل هذا خلق الله آدم ليكون له خليفة في الأرض .
فجأة و بقدرة الله المطلقة هبط آدم و حواء . . و هبط إبليس .
كل واحد منهم هبط في مكان من الأرض .
هبط آدم فوق قمة جبل في جزيرة سرنديب ١، و هبطت حواء فوق
جبل المروة في ارض مكّة . . اما إبليس فهبط في اخفض نقطة من
اليابسة . . هبط في واد مالح في البصرة قريباً من مياه الخليج .
و هكذا بدأت الحياة الإنسانية فوق سطح الأرض ، و بدأ الصراع . .
الصراع بين الشيطان و الإنسان . .
1 جزيرة سيلان التي تسمى اليوم سريلانكا .
عندما هبط أبونا آدم و أمنا حواء على سطح الأرض كانت هناك
حيوانات كثيرة تعيش . . غير أا لم تقاوم الثلج المتراكم منذ آلاف
السنين فماتت و انقرضت . . كان حيوان يدعى " الماموث " و هو
يشبه الفيل و لكن جلده كان مغطّى بالصوف .
كان هذا الحيوان يجوب سيبريا . . و كان حيوان آخر يشبه وحيد
القرن و لكنه كان مغطّى بالصوف أيضاً . . هو الأخر لم يقاوم الثلوج
و البرد ، فماتت أنواعه و انقرضت . .
و كانت هناك طيور عجيبة .. طيور عملاقة ماتت و لم يبق لها من
أثر .
و شاء الله سبحانه أن تذوب الثلوج و ينتهي البرد الشديد في
الأرض و يعود الدفء شيئاً فشيئاً .
و شاء الله أن يهبط آدم و حواء ليكون الإنسان خليفة في الأرض . .
يزرع و يبني ويعمر هذا الكوكب الجميل .