المشهدالأول
في الأمس .. يسكن الجد مع ابنيه اللذين تزوجا في نفس المنزل , حسن لديه بنات و أولاد .. و حسين كذلك .. كبر الأولاد و كبرت البنات و لازالا يسكنان في نفس المنزل .. ترتدي الفتيات ( مشمر )
للتستر عن أولاد عمهم و يأكلان في نفس السفرة .. و الوضع عند الناس عادي
اليوم .. تحتاج بنت العم أن تسجل في الجامعة صباحا .. الأب و الأخ مشغولين .. يطلب الأب من ابن أخيه أن يوصل ابنته للجامعة للتسجيل ..عندما تركب صباحا سيارة ابن عمها لوحدها يستغرب الجيران من
ذلك و قد ينقلون الخبر فيما بينهم كأن أمرا عظيما حدث ..
المشهد الثاني :
أم حمد .. يشتغل زوجها في النخل .. تقوم بجني الرطب و اللوز و تبيعه بنفسها في السوق كمساعدة لزوجها و يشتري منها الناس رجالا و نساء
و أختها تقوم بطبخ الباقلاء و اللوبياء و تخرج لبيعه جنب منزلها و يشتري منها الناس .. و لايعتبر الأمر عيبا و لاحراما
مع العلم أن كلتيهما ليس بحاجة ماسة للعمل ففي النهاية الحياة كانت سهلة .. كل احتياجتهم الغذائية يأكلونها من ما يجنوه من النخل و لديهم بقر للحليب و اللحم و تعليم الأولاد لا يكلف كما يكلف اليوم
أما مشهدنا اليوم .. مريم تعمل ممرضة .. أبوها خسر في الأسهم خسارة كبيرة و أخوتها صغار يحتاجون الطعام و الملبس و مصاريف الدراسة .. تعمل و إلا اضطرت عائلتها لمد يدها للناس .. و هي
تلتزم بتعاليم الدين الاسلامي في عملها و لا تعمل ما يخجل .. و مع هذا يسمي الناس عملها حراما و شبهة .. ابن عمها عرض عليها الزواج بشرط أن تترك العمل رغم أنه لم يساعد عائلتها من قبل
في ضائقتهم المادية لا هو و لا أبوه .. و الآن جاي متفرغ يقول عملها مخجل ...
هذه مشاهد أراها في حياتي تتكرر و أستغرب و دوما أسأل أمي عن حياتهم في السابق .. رغم صعوبتها أحن لها فالناس كانوا على الأقل طيبين و بريئين
فلم تغير الناس
و هل شاهدتم أنتم مثل هذه المشاهد
و مالحل لنرجع كالسابق و نحسن ظننا بالآخرين
و شكرا لكم على قراءة موضوعي الطويل و أتمنى ردودكم
مو شرط تجاوبوا على كل سؤال لحالو .. إنما رأيكم بشكل عام
و طبعا أني سألت الناس الكبار ما تكلمت عن صور الماضي من نفسي .. و الحاضر للأسف عايشتنه و أعرفه ..