صويليحي اصيل
عدد المساهمات : 467 نقاط : 682 تاريخ التسجيل : 25/12/2009
| موضوع: ظلامة الامام الحسن (ع) مستمرة حتى بعد موته الجمعة يناير 22, 2010 8:34 am | |
| روي في الإرشاد 174 ، عن زياد المخارقي قال : لمّا حضرت الحسن ( عليه السلام ) الوفاة ، استدعى الحسين ( عليه السلام ) وقال : يا أخي إني مفارقك ، ولاحق بربّي ، وقد سقيت السم ، ورميت بكبدي في الطست ، وإني لعارف بمن سقاني السم ، ومن أين دهيت ، وأنا أخاصمه إلى الله عزّ وجل ، فبحقّي عليك إن تكلّمت في ذلك بشيء ، وانتظر ما يحدث الله عزّ وجل فيّ ، فإذا قضيت نحبي فغمّضني ، وغسّلني وكفّني ، وأدخلني على سريري إلى قبر جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لأجدّد به عهداً ، ثم ردّني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد ( رضي الله عنها ) فأدفني هناك وستعلم يا ابن أم ، إن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيجلبون في ذلك ، ويمنعونكم منه ، بالله أقسم عليك أن تهرق في أمري محجمة دم ، ثم وصّى إليه بأهله وولده وتركته ، وما كان وصّى إليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حين استخلفه وأهله بمقامه ، ودل شيعته على استخلافه ، ونصّبه لهم علما من بعده . فلمّا مضى لسبيله ، غسّله الحسين ( عليه السلام ) وكفّنه وحمله على سريره ، ولم يشك مروان ومن معه من بني أمية ، أنهم سيدفنونه عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتجمّعوا ولبسوا السلاح ، فلمّا توجّه به الحسين ( عليه السلام ) إلى قبر جدّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليجدّد به عهداً ، أقبلوا إليه في جمعهم ولحقتهم عائشة على بغل ، وهي تقول : مالي ولكم ؟ تريدون أن تدخلوا بيتي من لا أحب ، وجعل مروان يقول : ( يا رب هيجاهي خير من دعة ) أيدفن عثمان في أقصى المدينة ويدفن الحسن مع النبي ؟ لا يكون ذلك أبداً وأنا أحمل السيف ، وكادت الفتنة أن تقع بين بني هاشم ، وبين بني امية . فبادر ابن عباس ( رحمه الله ) إلى مروان فقال له : إرجع يا مروان من حيث جئت ، فإنا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لكنا نريد أن نجدّد به عهدا بزيارته ، ثم نردّه إلى جدته فاطمة ، فندفنه عندها بوصيته بذلك ، ولو كان أوصى بدفنه مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلمت أنك أقصر باعاً من ردنا عن ذلك ، لكنه كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره ، من أن يطرق عليه هدماً كما طرق ذلك غيره ، ودخل بيته بغير إذنه .
ثم أقبل على عائشة وقال لها : واسوأتاه يوماً على بغل ، ويوماً على جمل ؟ تريدين أن تطفئي نور الله ، وتقاتلي أولياء الله ، ارجعي فقد كفيت الذي تخافين ، وبلغت ما تحبين ، والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين . وقال الحسين ( عليه السلام ) : والله لولا عهد الحسن إليّ بحقن الدماء ، وأن لا أهريق في أمره محجمة دم ، لعلمتم كيف تأخذ سيوف الله منكم مآخذها ، وقد نقضتم العهد بيننا وبينكم ، وأبطلتم ما اشترطنا عليكم لأنفسنا . ومضوا بالحسن ( عليه السلام ) فدفنوه بالبقيع عند جدته فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف | |
|